lundi 6 août 2012

من يوقف التوسعات الفوضوية لزراعة النخيل في ولايتي قبلي و توزر؟



بداية من الربع الاخيرمن القرن الماضي قامت الدولة في كل من  منطقتي توزر و قبلي  في نطاق مخططات التنمية بإنجاز مساحات نخيل دقلة نور ضمن مشاريع سقوية كبيرة و قد وقع تعبئة الموارد المائية اللازمة آنذاك في نطاق مشروع المخطط المديري لمياه الجنوب. ونذكر جميعا مشاريع ابن الشباط بولاية توزر و رجيم معتوق بولاية قبلي و شركات الاحياء الفلاحية و هكذا تضاعفت مساحات النخيل التي كانت مقتصرة على الواحات القدية كواحة توزر و واحة نفطة وواحة قبلي وبعص المستغلات التي انجزها المعمرون ابان الاسنعمار .
توسَع مساحات النخيل بهاته الولايتين ادَى الى تحوَلات اقتصادية و اجتماعية كبيرة نذكر بالخصوص تهميش انواع التمور الاخرى و اكتساح نخيل دقلة نور كل المساحات. كما ان مراكز انتاج التمور انتقل من الواحات القديمة الى مشاريع الاحياء الجديدة و على المستوى الاجتماعي فقد مكنت هذه المساحات السقوية العمومية شرائح اجتماعية مهمشة و متوسطة من تملَك ضيعات النخيل بعد ان مكَنت الدولة كثير من الشباب و الفنيين و المهاجرين و المقاومين من  مستغلات بالمجان بينما كان امتلاك هذه الضيعات تاريخيا مقتصر على عائلات اقطاعية في الواحات القديمة .              
وهكذا فتحت الشهية لكثير الناس لامتلاك مستغلات فلاحية  نخيل دقلة نور و بدأت في كل من ولايتي توزر و قبلي انتشار ظاهرة التوسعات الفوضوية لمساحات النخيل من نوع دقلة نور من قبل الاهالي نتيجة لعوامل عديدة نذكر اهمها:
-ارتفاع ثمن ثمار دقلة نور المنتجة في الواحات بعد ان تضاعف الطلب عليها للتصدير او للاستهلاك المحلي، و قد تزامن ذلك مع بداية انتصاب العديد من وحدات التبريد و الخزن في كل من الولايتين. و نتيجة لهذا الارتفاع السريع لاثمانها ،تحسن دخل ضيعات المزروعة بهذا الصنف من التمور و زاد من اقبال المتساكنين على زراعتها طمعا في تحسين دخلهم ووضعهم الاجتماعي.
-دخول تقنيات حفر الابار الالية و تواجد الحفارات الميكانيكية التي ساهمت في تسريع و تسهيل حفر الابار حيث تحصلت هذه التوسعات على الموارد المائية اللازمة بتكاليف بسيطة و بدون عناء يذكر
-المعطيات الهيدروجيولوجية التي تتميز بعمق صغير لخزانات المياه الجوفية وبنوعية المياه العذبة و التي شجعت المنتصبين للوصول اليها حتى بالتقنيات البدائية. و هذه الوضعية جعلت تكلفة انتاج الموارد المائية زهيدة جدا مقارنة بجهات البلاد الاخرى.
-تواجد مخزون عقاري كبير في شكل اراضي دولية او اراضي اشتراكية و قع اكتساحها من قبل الاهالي. وللذكر انه اكثر من 80 بالمائة من الاراضي بولاية توزر هي اراضي دولية و ان اغلب التوسعات قد انتصبت على هذا الصنف من الاراضي. كما ان اسعار الاراض وقتئذ كانت متدنية و زهيدة.
-وفرة فسائل النخيل و اثمانها الزهيدة
تواصل اكتساح الاراضي و انجاز المساحات الفوضوية طيلة العقود الاخيرة من القرن الماضي و العشرية الاولى من هذا القرن بنسق سريع و بدون هوادة و تضاعف بعد الثورة بسبب ضعف المراقبة و الانفلات الامني و يتوقع ان المساحات المزروعة قد فاقت 7000 هكتار اغلبها في  و لاية قبلي. وفي كل مرة تسوَى فيها وضعية منطقة سقوية فوضوية من قبل الادارة وتصبح منطقة سقوية عمومية الا و تظهر كالفقاقيع مساحات فوضوية اخرى لا تلبث ان تطالب بتسوية و ضعيتها و اخراجها الى اطار الاعتراف و الشرعية. خطر هذه المناطق السقوية الفوضوية هي حاجتها  الكبيرة الى المياه الجوفية و يتعمد الفلاحون الى انجاز ابار بدون ترخيص في المائدة العميقة. و يبلغ عدد الابار المنجزة في هذه المناطق ما يزيد عن   4000 بئر موزعة بين الولايتين و تستغل هذه الابار طاقة كبيرة من المياه الجوفية لا تدخل ضمن المخططات المائية للجهة. و هذه الابار هي السبب الرئيسي في الاستغلال المفرط للمائدة المائية وهبوط المنسوب. كما انه بعد الثورة ،ادى فقدان الفسائل نظرا لكثرة الطلب الى جلب فسائل من القطر الجزائري مما يهدد واحاتنا بانتشار مرض البيوض في حالة العدوى.