lundi 31 octobre 2011

قتل النخيل في واحاتنا لصناعة اللّاقمي: الجريمة المسكوت عنها

قتل النخيل  في واحاتنا لصناعة اللّاقمي: الجريمة المسكوت عنها
   اضافة الى انتاج التمور بمختلف انواعها، تعطي النخلة مشروبا حلو المذاق يسمى اللّاقمي، ويستدعي استخراج اللّاقمي قتل النخلة بتحجيمها من راسها و ازالة جريدها، و في غالب الاحيان تموت النخلة نهائيا بعد فترة انتاج اللّاقمي.
    و تشهد واحاتنا انتشار ظاهرة قتل النخيل لانتاج  اللّاقمي خاصة و ان الطلب على هذا المشروب قد ازداد ،وللأسف فان هذه الظاهرة قد استفحلت بعد 14 جانفي 2011 حيث ضعفت الرقابة و انحصر الردع.
    و يزداد الطّلب على شرب اللاقمي في الربيع و في شهر رمضان،و تعتبر جهة قابس من اكبر الجهات المستهلكة لمشروب اللّاقمي و شرب اللّاقمي في رمضان هو من التقاليد العائلية كما انه يستعمل كفطور للصّباح مع الخبز.
    غير ان مشروب اللّاقمي يمكن ان يخمّر ليصبح  مسكّرا، وقد تفنّن محبّي هذا المشروب المسكّر في صناعته وخلطه بأنواع كثيرة من العقاقيرو المنبّهات حتّى يضمن النشوة القصوى لشاربيه و تعتبر هذه الظاهرة من الاسباب الرئيسية لانتشار قتل النخيل في الواحات. واصبحت بعض الواحات  حانة كبيرة لطالبي النشوة و الليلي الملاح.
    وفي السابق، كان الفلّاحون الذين يكنون احتراما كبيرا لشجرة النخل يقتلون فقط ما هرم منها و لم يعد قادرا على انتاج التمر و و في اغلب الاحين تكون نخلة واحدة. اما في ايامنا هذه فاصبح قتل النخل مهنة تدرّ على اصحابها المال الوفير و نسمع الان عن وجود مقاولات بعمّالها و مختصّيها لإنتاج  اللّاقمي الحلو والمسكّر.
     ان واحاتنا الجميلة بالجنوب التونسي التي تؤدي وظائف اقتصادية و اجتماعية و بيئية تتعرّض الى تهديدات و تحديات كبيرة اهمها البناء الفوضوي و الذي سأتعرّض اليه في تدوينة لاحقة وقتل النخيل لاستخراج اللاقمي.،و هذه التحديات قاتلة لهذه المنظومة البيئية الهشة و جريمة في حقها باعتبارها تراثا وطنيا و عالميا رفيعا.
    ان اجدادنا قد زرعوا هذه الواحات و حافظوا عليها للآلاف السنين و تركوها لنا جنات غناء امانة في اعناقنا، لكن للأسف نساهم اليوم في اندثارها بلامبالاة كبيرة  و سوف نفيق في يوم من الايام على جنوبنا بدون واحات، تلتهمه رمال التصحّر بعد الابادة المتعمّدة  لأشجار النخيل الباسقة من قبل البعض منا. 

dimanche 30 octobre 2011

خواطر حول الحبر الانتخابي


خواطر حول الحبر الانتخابي

 يوم الأحد 23 أكتوبر ،كنت من بين الملاحظين الذين راقبوا مجرى الانتخابات بأحد مراكز الاقتراع و سوف لن أتحدث عن سير الانتخابات و نتائجها لان ما قيل فيها و كتب عنها يعفيني من ذلك و لكني تمتعت بلحظات من الابتسامة و الدعابة  وأنا أتابع تصرفات الناخبين مع الحبر الانتخابي فتغطيس إصبع الناخب في الحبر لم يكن بالعملية السهلة أو الهينة و تصاحبها في كثير من الأحيان كثير من المفاجئات  فالملاحظة الأولى أن الناخب متردد و أن تغطيس اصبعه في  الحبر يتطلب إقناعا من المسئولة عن السجل الانتخابي ثم ان هو أو هي قبل التغطيس فيفعل ذلك بحذر شديد  والآنسة قضت يوما بطوله وهي تردد"مايسالش، ماتخافش،زيد دخل صبعك في الدبوزة،راو غدوة يتنح"و في بعض الأحيان تستعين المسكينة برئيس مكتب الاقتراع لإدخال أصبع الناخب في قارورة الحبر وبعض الجمل أصبحت مألوفة لدي و حفظتها يكررها أعضاء المكتب وخاصة مع كبار السن من الناخبين"لا،لا،صبعك الاخر،لا،لا مش هذك""ايدك اليمين،السبابة"في مرة من المرات بعد أن غطس شيخ أصبعه في قارورة الحبر"اعطيني باش نمسح" فقالت له المسئولة عن السجل الانتخابي"ماعنديش،تو يشيح" و كانت عركة دامت أكثر من عشر دقائق.امرأة كبيرة بعد أن غطست أصبعها  قالت لعضوة المكتب "وين نبصم" وأخرى غدرت بالمسؤولة عن ورقة الانتخاب و بصمت على ظهر الورقة.
كنت بساحة مركز الاقتراع صبيحة ذلك اليوم جاء شاب يلهث،التفت إلى أصحابه المتواجدون بالصف الطويل:
-ماداحصل؟ قاله له اصحابه
-صايي.قال الشاب
-اشنو صايي
-الحبر
-اشبيه الحبر
-لقد تمكننا من إزالته
-كيفاش
-تخلط دينول و جفال و شوك .ما يبقى منه حتى شيء

samedi 29 octobre 2011

نضوب العيون بواحات الجنوب التونسي:المختصر المفيد

نضوب العيون بواحات الجنوب التونسي:المختصر المفيد

العيون الجارية كانت حتى نهاية السبعينات أهم مصادر مياه الري لواحات الجنوب التونسي،وكانت مياه هده العيون تتجمع في جداول تسقي مساحات الواحات المنتصبة في المنخفضات.وظلت هده الجداول تزين الواحات و تلهم الشعراء على مر العصور.وقد تكيفت الحياة الواحية على وتيرة تناوب حصص الري لدى الفلاحين .ومن أهم مواقع العيون واحة قابس وواحة الحامة بالجنوب الشرقي و واحات توزر و نفطة بالجنوب الغربي.كان لكل من هده الواحات منطقة تسمى رأس العين أو رأس العيون كما يسميها البعض الأخر.و قد اندثرت هده المواقع بعد نضوب العيوب و هجرها الفلاحون غير أن بعض محاولات إرجاع الروح لهده المناطق بدأت في كل من توزر و نفطة وقابس لغرض السياحة وخلق بعض مواطن الشغل و لأغراض بيئية أيضا.
ومن المؤكد أن نضوب العيون شكل صدمة كبيرة لمتساكني الواحات اد لم يكن من السهل إطلاقا إزالة منظومة مائية قاومت الزمن لفترة تفوق 3000سنة و شكلت بمفردها العلاقات البشرية و الاجتماعية لسكان الواحات على مر تاريخهم.و قد انجر عن نضوب العيون تحولات اقتصادية كبيرة  للفضاء الواحي بالجنوب التونسي و أهم هده التحولات هي انتشار الآبار لتزويد الواحات بمياه الري و أصبح الفلاحون يدفعون تكلفة مياه الري بعدما كانت العيون توفرها لهم مجانا. و أصيح الجزء الرئيسي من هموم الفلاحين يتمثل في استخلاص مصاريف الري. وقد تداول متساكني الواحات أسبابا عديدة لنضوب العيون لإطراف عديدين.فمثلا يتهم أهالي قابس صراحة المجمع الكيميائي التونسي كمسئول رئيسي في نضوب عيون وادي قابس بينما يتهم أهل الجريد في كل من توزر و نفطة "شركة ستيل"أنداك بمسؤوليتها في زوال العيون بمنطقة الجريد .و تقول الدراسات انه لا المجمع الكيميائي التونسي ولا"شركة ستيل" متسببان في نضوب عيون الجنوب التونسي و لكن هده النضوب مرتبط بالاستنزاف الهام للمائدة المائية الجوفية.

نسبة المشاركة في الانتخابات تتطلب التوضيح

 الارقام المتعلقة بمشاركة المواطنين في الانتخابات و المقدمة من قبل العيئة العليا المستقلة للانتخابات تبدو  غير واضحة و تتطلب المزيد  من التوضيح حتى  نتمكن من القراءة الموضوعية لنتائج هده  الانتخابات.فالمعطيات تبدو رمادية  فيما يخص النسبة العامة للمشاركةفادا اعتبرنا ان العدد الجملي للناخبين  بكامل ربوع الوطن هو 7569824 ناخب و ان عدد الدين انخبوا فعليا هو 3702627 ناخب فتكون نسبة المشاركةهي48.9بالمائة وهي في تقديري نسبة ضعيفةلا تتناسب مع الدعاية التي تتحدث عن كثافة غير مسبوقة للمشاركة الشعبية في هده الانتخابات.و الواقع ان نسبة الاقبال تعتبر كبيرة فقط في حالة اعتبار عدد الناخبين المسجلين اراديا حيث تكون نسبة المشاركة عالية و تبلغ   .77.75 بالمائة.كماان الغموض يكتنف ارقاما اخرى مقدمة من الهيئة.فجمع الاصوات دائرة دائرة نتحصل على4061735 مما يجعل نسبة المشاركة تتغير حسب الارقام المعتبرة  و لدلك ا كرر ان توضيح دلك من قبل الهيئة ضروري