samedi 29 octobre 2011

نضوب العيون بواحات الجنوب التونسي:المختصر المفيد

نضوب العيون بواحات الجنوب التونسي:المختصر المفيد

العيون الجارية كانت حتى نهاية السبعينات أهم مصادر مياه الري لواحات الجنوب التونسي،وكانت مياه هده العيون تتجمع في جداول تسقي مساحات الواحات المنتصبة في المنخفضات.وظلت هده الجداول تزين الواحات و تلهم الشعراء على مر العصور.وقد تكيفت الحياة الواحية على وتيرة تناوب حصص الري لدى الفلاحين .ومن أهم مواقع العيون واحة قابس وواحة الحامة بالجنوب الشرقي و واحات توزر و نفطة بالجنوب الغربي.كان لكل من هده الواحات منطقة تسمى رأس العين أو رأس العيون كما يسميها البعض الأخر.و قد اندثرت هده المواقع بعد نضوب العيوب و هجرها الفلاحون غير أن بعض محاولات إرجاع الروح لهده المناطق بدأت في كل من توزر و نفطة وقابس لغرض السياحة وخلق بعض مواطن الشغل و لأغراض بيئية أيضا.
ومن المؤكد أن نضوب العيون شكل صدمة كبيرة لمتساكني الواحات اد لم يكن من السهل إطلاقا إزالة منظومة مائية قاومت الزمن لفترة تفوق 3000سنة و شكلت بمفردها العلاقات البشرية و الاجتماعية لسكان الواحات على مر تاريخهم.و قد انجر عن نضوب العيون تحولات اقتصادية كبيرة  للفضاء الواحي بالجنوب التونسي و أهم هده التحولات هي انتشار الآبار لتزويد الواحات بمياه الري و أصبح الفلاحون يدفعون تكلفة مياه الري بعدما كانت العيون توفرها لهم مجانا. و أصيح الجزء الرئيسي من هموم الفلاحين يتمثل في استخلاص مصاريف الري. وقد تداول متساكني الواحات أسبابا عديدة لنضوب العيون لإطراف عديدين.فمثلا يتهم أهالي قابس صراحة المجمع الكيميائي التونسي كمسئول رئيسي في نضوب عيون وادي قابس بينما يتهم أهل الجريد في كل من توزر و نفطة "شركة ستيل"أنداك بمسؤوليتها في زوال العيون بمنطقة الجريد .و تقول الدراسات انه لا المجمع الكيميائي التونسي ولا"شركة ستيل" متسببان في نضوب عيون الجنوب التونسي و لكن هده النضوب مرتبط بالاستنزاف الهام للمائدة المائية الجوفية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire