dimanche 13 novembre 2011

الحمّامات التقليدية بالحامة:مشاكل بيئية

الحمّامات التقليدية بالحامة:مشاكل بيئية

         مدينة الحامة مشهورة بمياهها الحارة،على الأقل على المستوى الوطني،فهي تستقبل سنويا و في كل الفصول أعدادا كبيرة من الوافدين للراحة و للتمتع و الاستشفاء في حماماتها التقليدية المنتشرة  في أحياء  المدينة.الأرقام تحصي بين 300 ألف و 500 ألف سائح محلّي يزورون الحامة كل سنة و يساهمون في تحريك العجلة الاقتصادية بها رغم أنّ مرافق الاستقبال متواضعة .الحمّامات هي عبارة عن حوض للاستحمام الجماعي و بعض الادواش و قاعة استقبال.هذه الحمّامات ليست محطات استشفائية بالمواصفات السياحية و الطبّية العالمية .سعر دخول الحمامات لا يتجاوز ال500مليم في اغلبها و هو ما يعكس طابعها الشعبي.عدد الحمامات التقليدية بجهة الحامة  يفوق ال10 وحدات وهي حمّام موقو ،حمّام الزمزمي،حمّام الصغير،حمّام الزاير،حمّام وادي النور،حمّام الشعلية ،حمّام البرج،حمّام سيدي عبد القادر وهناك حمّامان خارج مدينة الحامة الاول ببن غيلوف و الثاني بشانشو.و غالبا ما يكون الحمّام به وحدة للرجال و وحدة مشابهة للنساءو هذه الحمّامات تستهلك موارد مائية جوفية تفوق 30لتر/الثانية.
     المياه المستعملة المتأتية من الحمامات التقليدية بالحامة  يفوق دفقها الجملي  30لتر/الثانية و هي تعتبر مشكلة بيئية كبيرة فالبعض يلقي بها في الواحة رغم القوانين المانعة لذلك و شبكة التطهير بالمدينة لم تعد قادرة على استيعاب هذا الدفق غير المبرمج عند انجازها و البعض الآخر يرمي بها في الوسط الطبيعي و البعض الآخر يبقى غير معروف موقع التخلص منها.
تتمتّع جهة الحامة بخاصّية طبيعية فريدة من نوعها وهي أنها تختزن مائدة مائية  سطحية ذات مياه حارة  غير عميقة و سهلة الاستغلال خاصّة  بوسط المدينة  .و هي مياه جيّدة من حيث تركيبتها الكيميائية التي في الغالب لا تتعدى 3.5 ق/لتر أملاح ذائبة و درجة الحرارة التي تتراوح بين 39 و 45 درجة مئوية.وحرارة المياه مرتفعة قرب الفوالق الجيولوجية  بمناطق وادي النور و الدبدابة و بورزيق و تنخفض تدريجيا كلما ابتعدنا عن هذه الفوالق.
    و هذه الخاصّية الجيولوجية قد شجّعت الكثير من متساكني مدينة الحامة على  حفر آبار في مساكنهم  و تجهيزها لاستعمالها للأغراض المنزلية و هو ما يشكّل استنزافا كبيرا للمائدة المائية غير أن هبوط منسوب المائدة الكبير و السّريع إلى أكثر من 35 مترا تحت سطح الأرض في الوقت الحاضر جعل استغلال هذه المائدة مكلّف جدّا و تراجع عدد الآبار بالمساكن الخاصة .ولربّ ضارة نافعة.
     الخاصّية الطبيعية  الثانية التي تتمتّع بها جهة الحامة أنها تختزن أيضا  مياه عميقة حارّة بحرارة تبلغ64 الى 68 درجة مئوية  و تتواجد هذه المياه بجهة شط الفجيج و يقع إنتاجها بواسطة آبار بعمق 1000متر و هذه المياه تستغلّ حاليا لإنتاج الزراعات الجيوحرارية و أيضا للماء الصالح للشراب.
     و للتثمين الأقصى لهذه المياه الحارة العميقة سيقع انجاز محطة سياحية استشفائية بمواصفات عالمية بمنطقة  الخبايات بشط الفجيج ستزيد من تنوع و ثراء المنتوج السياحي الاستشفائي بجهة الحامة

samedi 5 novembre 2011

ظاهرة البناء داخل واحة قابس : السرطان القاتل

                          ظاهرة البناء  داخل واحة قابس : السرطان القاتل    

بلغ البناء الفوضوي داخل واحة قابس درجة من التوسع  تجعل من استمرار وجود  الواحة مستقبلا أمرا في غاية الصعوبة و لم تستطع السلطة و  الإدارة  و أعوانها ولا القوانين والإجراءات الردعية و الوقائية و لا  المجتمع المدني في إيقاف هذا الزحف الجارف .و بعد ثورة 14 جانفي وفي ظل غياب مؤقت لسلطة القانون استغل بعض المواطنين الوضع للبناء  فوق أراضي الواحة بعد إزالة النخيل و السواقي يدويا وباستعمال الآليات أيضا .
إن الجزء السفلي و الجزء الأوسط  من واحة قابس قد تحولا إلى حيين سكنيين بعد أن اندثرت منهما اغلب المساحات الواحية  ويبقى الأمل أن يقاوم الجزء العلوي لواحة قابس المسمى بواحة شنني هجمة البناء المتواصلة منذ عقود.ففي حيي شط السلام  و البلد أنجزت الطرق المعبدة و مدت شبكات الماء و الكهرباء و التطهير وبنيت المدارس و المعاهد الإعدادية بحجة تقريب الخدمات من المواطن.كما  إننا نشهد الآن اندثار واحة زريق الدخلانية على المباشر في السنين و الأشهر الأخيرة  وقد كانت واحة كبيرة مند ثلاث عقود فقط و نفس المصير تعيشه واحة مطرش بينما بدا البناء يأكل أطراف واحة تبلبو.
وخلاصة القول أن واحة قابس تمر بمرحلة حرجة من تاريخها فمساحة النخيل تنحصر فيها بسرعة كبيرة و تشير الإحصائيات أن هذه الواحة فقدت  أكثر من 600هكتار في مدة لا تزيد عن 30 سنة بفعل عامل الزحف العمراني  خاصة و إذا ما تمعنا في دراسة نسق اندثار واحة قابس فانه يمكن التكهن بان حكم الإعدام بحق الواحة قد صدر وان مسالة اندثارها مسالة وقت لا أكثر.
 و في اعتقادي إن تحمس بعض أبناء قابس لإدراج هذه الواحة كتراث بيئي عالمي  بوصفها واحة بحرية فريدة على المستوى العالمي  لا يستقيم مع حالة اللامبالاة العامة من قبل المواطنين إزاء الاعتداءات اليومية على الواحة .







صورة من قوقل لواحة قابس تظهر اكتساحا كبيرا للبناء خاصة بالمنطقة البحرية و الوسطى

mercredi 2 novembre 2011

الموارد المائية بالجنوب التونسي : موارد عابرة للحدود، ضرورة تنمية وعي جماعي لمجابهة تحديات الاستغلال

الموارد المائية بالجنوب التونسي : موارد  عابرة للحدود
ضرورة تنمية وعي جماعي لمجابهة تحديات الاستغلال   


تشكّل الموائد الجوفية المصدر الرئيسي لمياه الري في الواحات بولايات الجنوب التونسي للإيفاء بحاجيات مياه الشرب و السياحة و الصناعة
و أهم خصائص هذه الخزانات الجوفية أن مياهها أحفورييه اي قديمة جدا لا تتجدد الا بنسبة ضئيلة جدا و عابرة للحدود اي مشتركة بين تونس و الجزائر و ليبيا حيث تنتشر على جزء كبير  من الصحراء التونسية الليبية الجزائرية.
و في جميع مناطق الجنوب التونسي ،يقع استغلال طبقتين مائتين تنتميان الى خزّان حوض  الصحراء الشمالية  (SASS) الدي تبلغ مساحة  انتشاره قرابة المليون كلم مربع (700.000 كلم2 بالجزائر، 80.000 كلم2 بتونس و258.000 كلم بـليبيا. الأولى وتسمى مائدة القاري الوسيط وهي الأعمق والثانية وتسمى مائدة المركب النهائي وهي متوسطة العمق وتشهد استغلالا مفرط في الجزائر(بمناطق وادي الرير والسوف) وفي تونس (بمناطق الجريد ونفزاوة).
ان الخزان الصحراوي (SASS) مستغل بالبلدان الثلاثة بواسطة 8800 نقطة ماء في شكل آبار وينابيع ، منها 5300 نقطة ماء تستغل مائدة المركب النهائي و3500 تستغل مائدة القاري الوسيط. وتتوزع الآبار كالتالي : 6500 بئر بالجزائر ، 1200 بئر بتونس و1000 بئر بليبيا.
         ان التطور الهائل لعدد الآبار وكميات الاستغلال في فترة العشريتين الأخيرتين تعكسان الضغط الكبير والمتزايد على موارد هذا الخزان لمسايرة نسق النمو الاقتصادي للمناطق الصحراوية بهذه البلدان المغاربية وهكذا فان الاستغلال الحالي يبلغ 2.2 مليار متر مكعب  منها 1.33 مليار متر مكعب بالجزائر 0.55 مليار متر مكعب بتونس و0.33 مليار متر مكعب بليبيا. وان تواصل تطور الاستغلال بهذا النسق سيؤدي الى تهديد جدي وحقيقي لمستقبل المناطق الصحراوية خاصة وان بعض البوادر السلبية وتدهور  حالة الموارد بدأت بالظهور في بعض المناطق.
         ان الاستغلال المفرط لموارد هذا الخزان خلال القرن الماضي أدى الى ظهور تحديات لا يمكن مواجهتها الا في اطار التشاور والتنسيق في ادارة موارد هذا الخزان المائية بين البلدان الثلاث وتتمثل هذه التحديات أساسا في ما يلي :
         -   تأثيرات متبادلة بين البلدان الثلاثة على مناسيب الموائد
-         ظواهر التملح
-         اندثار العيون
-         اندثار ظاهرة الارتوازية
         -   ارتفاع تكلفة الضخ 
و مما يؤكد الصفة المشتركة لهذه الموارد أن نضوب العيون قد حدت بالتوازي بالبلدان الثلاثة و هبوط منسوب المائدة بفعل الاستغلال المفرط في كامل مناطق تواجد هذا الخزان المائي بها.
و نظرا لهذه الاعتبارات و نظرا لأهمية الموارد المائية في حياة و تنمية الجنوب التونسي والجنوب الجزائري و الغرب الليبي، فان من الضروري و الأكيد تطوير و عي جماعي لمتساكني الصحراء التونسية الجزائرية الليبية للمحافظة على هذه الموارد المائية و ترشيد استغلالها و تثمين استعمالها.
فالمناطق الحدودية يجب ان تصبح مجالا للتعاون فمثلا المائدة بجهة الجريد و نفزاوة بالجنوب التونسي تأثرت بالاستغلال بجهة بسكرة و وادي السوف بالجنوب الجزائري و ان استغلال مناطق غدامس و نالوت و نفوسة بالغربي الليبي تتأثر بالاستغلال بمناطق اقصى الجنوب التونسي و العكس صحيح.

وفي اطار التعاون بين هده البلدان ، ركزت الدول الثلاثة منذ 2008 آلية للتشاور فيما يخص الادارة و التصرف المشترك لهذا الخزان الجوفي للتعبير عن الارادة في تجاوز التصرف المنفرد لهذه الموارد غير أنه يجب على المجتمع المدني بكل من تونس و الجزائر و ليبيا أن يدعم هذا التوجه و يسارع بربط الصلة  بتكوين جمعيات اهلية في الغرض تساهم في خلق هذا الوعي الجماعي و تحسيس المواطنين الى حسن التصرف في الموارد المائية على أساس أنها ثروة و مسؤولية مشتركة وتكثيف الارشاد و تبادل التجارب و الخبرات و التشاور و الزيارات بين المناطق الحدودية.


خارطة توضح رقعة تواجد الخزان المائي الجوفي للصحراء الشمالية




mardi 1 novembre 2011

موسم الرمّان بجهة قابس

 موسم الرمّان بجهة قابس

الرمّان، هذه الغلة الجميلة و اللذيذة بلونها الأحمر القاني و الوردي و طعمها الحلو المميز و فوائدها الطبية المعروفة. في هذه الأيام و على طول الطريق الرئيسية رقم 1 الرابطة بين المطوية و عرام مرورا بتبلبو و كتانة و الزركين، صناديق من الرمان معروضة على جوانب الطريق تجبرك على التوقف و اقتناء البعض منها، انه موسم الرمان بجهة قابس الذي يبدا كل سنة من الخريف و تقريبا من أول شهر أكتوبر و يستمر لعدة أسابيع و هو موسم قصير المدة يشبه في قصره موسم المشمش
جهة قابس مشهورة برمّانها، كتانة، شنني، الزركين، المطوية، تبلبو، مارث، العلايا، الزارات، لا نستطيع أن نقول أن رمان تلك المنطقة أفضل. كل المنتوج جيد.
ولاية قابس تتصدّر انتاج الرمّان بالجمهورية التونسية، الصابة هذه السنة بلغت قرابة 25 الف طن، المساحة المزروعة رمان تبلغ 2600 هك و تحتوي على مليون و 150 الف شجرة رمان،  بمعتمدية مارث وحدها تحتوي على60% من مجموع الأشجار.
أعرض عليكم صور لهذه الغلة الجميلة بضيعات كتانة و الزركين من ولاية قابس وهي لا تقل جمالا عن الدقلة في عراجينها، فشاهية طيبة.