lundi 25 mars 2013

أشجار النخيل رادف كبير للصناعات التقليدية

المنتوجات التقليدية لشجرة النخيل:تنوع و أصالة



وقع إحصاء أكثر من 200 فصيلة من أنواع النخيل في واحات الجنوب التونسي أشهرها فصيلة دقلة نور ذات الجودة العالية و المعدة أصلا للتصدير فواحات الجنوب الشرقي تنتج رطبا في الغالب بينما تنتج واحات قبلي و توزر تمورا ذات تركيز سكري عالي و قابلة للتخزين و التعليب.
أردت أن أضيف ان أشجار النخيل لا تقتصر عن إنتاج تمورا  للأكل و مناظر واحية تباع كوجهة سياحية  فقط و انما تعطي شجرة النخيل أيضا المادة الاولية لكثير من الصناعات التقليدية التي تسترزق منها كثير من العائلات و الحرفيين و تساهم بإثراء المنتوج السياحي للواحات.فهناك مراجع كثيرة تتحدث عن المواد التي توفرها شجرة النخلة لاستعمالها في حياتنا اليومية و الثابت ان أغلب أجزاء النخلة لها إستعمال ما فجذع النخلة يستعمل كسقف للبيوت و السعف تصنع منه المظلات و القفاف و الجريد تصنع منه الكراسي و الطاولات كما لا ننسى ان الجريد يستعمل ككاسرات للرياح لإيقاف زحف الصحراء و كان "الكرناف" يستعمل في الماضي كوقود للمخابز و الحمامات.
   فقد شكل خشب جذوع النخل سقف البيوت و المباني في المدن الواحية منذ  نشأة هذه المدن في التاريخ الغابر حتى ظهور الاسمنت المسلح في نهاية القرن العشرين , فقد كان جذع النخلة يقسم نصفين على الطول ويرمى به في مياه شط الجريد المالحة جدا ويترك يصح عوده و يكسب مناعة ضد التسوَس و الهشاشة .تسقيف البيوت و المباني بجذوع النخيل  تأقلم مع البناء التقليدي الواحي و ساهم مع الاجر المحلي في نحت معمار واحي متميز له شخصيته و اصالته.للأسف اندثر استعمال جذوع النخيل كمادة لسقف البيوت و لم يعد موجود إلاَ في بعض بيوت المدينة العتيقة.
سعف النخيل كان و لا يزال المادة الاولية لصناعة المظلة التي تغطي الرأس  وأيضا صناعة القفة فمظلة قابس مشهورة بجمالها و خفتها و نبل سعفها كما تشتهر توزر بقفتها و الكل منا يتمنى أن يذهب للتسوق بقفة جريدية مكتوب عليها توزر بخيوط حريرية.أتمنى أن لا يسبب استعمال البلاستيك في اندثار هذا التراث الجميل.
جريد النخيل بعد أن يجرَد من سعفه يصنع منه كراسي و طاولات  بمختلف الأحجام و الأنواع و كذلك أنواع من الاسرَة و المكتبات جميلة و انيقة و زهيدة الثمن و لكن للأسف إستعمالها يبقى محدود جدا و هي موجودة في غالب الاحيان  للعرض السياحي .
في جهة توزر  يصنعون أيضا نوع من القفاف تسمى "صناج" من القصب لحمل تمور الرطب و غلال الواحة.
الخلاصة أن شجرة النخيل شجرة مباركة لا يضيع منها شيء وكل أجزائها صالحة لاستعمال معين.منتوجات النخلة كلها منتوجات تحترم البيئة و نظيفة و انيقة. قليل منا يستعمل مصنوعات من النخلة و نحن نساهم بدون وعي في اندثار تراث متأصل و عملي.ربما سننتظر اختفاء البترول و مشتقاته لإعادة الروح الى صناعة مشتقات النخيل.

vendredi 8 mars 2013

زراعة الورود بواحات الجريد :اضافة الجمال على الجمال

زراعة الورود تزيد من بهاء واحات الجريد

تتميز واحات الجريد كواحة نفطة وواحة توزر بخصائص و ميزات تزيد من جمالها و جاذبيتها مقارنة بواحات المناطق الاخرى بالجنوب التونسي.فبالإضافة للطوابق الثلاثة المعروفة في جل الواحات وهي طابق النخل و طابق الاشجار المثمرة و طابق الخضروات و الاعلاف ،تشتهر واحات الجريد بزراعة الورد. فلا تكاد ضيعة تخلو من أشجار الورد بألوان و أشكال و روائح مختلفة.و مع فصل الربيع خاصة تتزيَن ضيعات الواحة بألوان الورد المفتَحة و تتعطَر برحيق الورد العربي و الورد السوري و العطرشية و القرنفل و الياسمين و الفل و مسك اليل.الفلاحون يعتنون بالورد كباقي الزراعات و يهتمون به من سقي و تقليم و تسميد و هي عادة قديمة وجميلة نتمنى أن تتواصل و أن تدوم حتى تبقى واحاتنا قبلة للاستمتاع و السياحة .في توزر مثلا هناك ضيعة سياحية تسمى بلفيدار رحومة بمنطقة بوليفة مزروعة بأكملها بالورود من أنواع و أصناف و روائح شتى و هي محطة سياحية ناجحة و تعكس تعلَق و اهتمام اهالي الجريد بالورد.كما أن غالبية المتنزهات السياحية المنتشرة في الواحات كمنتزه الشاق واق الشهير مزينة بالورود.مع نهاية شهر مارس و بداية شهر أفريل  من كل سنة يشرع الناس في قطف الورود و تصفيفها في باقة مميزه  فباقة ورود الواحة تتكون  في أغلب الاحيان من ورد عربي و ورد سوري وعطرشية و قرنفل.قلَما وجدت شخص عائد من الواحة لا يحمل بين يديه  باقة من الورد في هذا الفصل.هذه الباقات تباع ايضا أمام السوق المركزية بسعر زهيد .خلاصة القول أن عادة الورود بالواحة تقليد جيَد وجب المحافظة عليه و لما لا تطويره.  و الواحات جذَابة و جميلة بنخيلها و زراعة الورد فيها هي اضافة الجمال على الجمال.

vendredi 1 mars 2013

مقترح بعث معهد إقليمي لخزان ساس

                 خريطة موقع الخزان الجوفي المسمى ساس بين تونس و ليبيا و الجزائر


"ساس":مختصر باللغة الفرنسية للمنظومة المائية الجوفية لمنطقة الصحراء الشمالية

.SASS : système aquifère du Sahara Septentrional


الخزان الجوفي" ساس" المنتشر بكل من تونس و ليبيا و الجزائر منظومة مائية جوفية كبيرة و لا غنى عنها لاستمرار الحياة في أجزاء شاسعة من هذه الأقطار ألمغاربية  و تبلغ مساحته أكثر من مليون كلم2 موزعة كالتالي ألجزائر 700 ألف كلم2،ليبيا 250  الف كلم2 و تونس 80 ألف كلم2.هذه المنظومة الجوفية مستغلة حاليا بقرابة 8800 بئر عميقة و متوسطة بكل من الاقطار الثلاثة و يفوق الاستغلال الجملي 2.2 مليار متر3/السنة أو 70.1 متر3 /الثانية موزَعة كالتالي  الجزائر 40.1 متر3/الثانية،ليبيا 10.8 متر3/الثانية،تونس17.2متر 3/الثانية.
يقطن بمنطقة السَاس قرابة 6 ملايين نسمة بالبلدان الثلاثة و تتواجد بها   قرابة 170 الف هكتار من الواحات والمساحات الفلاحية المروية.
أنجزت أول دراسة لتقييم الموارد المائية الجوفية بهذه المنظومة سنة 1972 بين تونس و الجزائر ،و في عام 2002 أنجزت دراسة ثانية ضمَت كل من تونس و الجزائر و ليبيا و شملت تقييم موارد كل منطقة السَاس و قد تبع هذه الدراسة إنشاء آلية للتشاور بين البلدان الثلاثة للتنسيق في إدارة موارد السَاس المشتركة
تتعرض الموارد المائية للسَاس الى استنزاف كبير في البلدان الثلاثة و قد انعكس ذلك على تدهور كبير في نوعية المياه و هبوط كبير في مناسيب المياه الجوفية و كل المؤشرات تؤكد تواصل هذا الاستنزاف للسنوات القادمة.و ليس كما جاء في بعض وسائل الاعلام من وجود بحر جوفي من المياه العذبة في الصحراء التونسية الجزائرية الليبية.
نظرا لأهمية هذا المورد بالنسبة الى البلدان الثلاثة نرى ان إنجاز معهد اقليمي خاص بهذه المنظومة الجوفية أمر ضروري و ملح تكون مهمته الأساسية التعمق في المعطيات العلمية المتعلقة باستغلال هذه المنظومة الجوفية و توفير كل المعطيات و البيانات التي تزيد من إحكام إدارة مواردها و متابعة المؤشرات   وتحيين قواعد البيانات الخاصة بهذه المنظومة و تطويع كل الاساليب و التقنيات التي من شانها تطوير الدراسات و المتابعة و تكوين و الإحاطة بالفنيين العاملين في الساس بالبلدان الثلاثة و دعم آلية التشاور.
وأقترح ان يكون مركزه بمدينة واقعة ضمن حدود السَاس في إحدى البلدان الثلاث.