الواحات التونسية متنوعة،فهناك الواحات الساحلية كقابس و
الزارات و غنوش و هناك الواحات القارية المنتشرة شمال و جنوب شط الجريد بكل من
نفزاوة و الجريد و اشهرها واحات توزر و نفطة و الوديان و الحامة و دوز و قبلي و
فطناسة و هنالك الواحات الجبلية بمنطقة تمغزة و نذكر اهمها واحات تمغزة و ميداس
والشبيكة و فم الخنقة و سندس و الدغيمة و عين الكرمة و الاوشيكة و الاعشاش.و لكل
من هذه الواحات خصائصها و مميزاتها التي تنفرد بها عن غيرها و تصقل لها هوية تفرزها
عن باقي الواحات.ولكن جمعها يشكل تراثا و منظومات بيئية مميزة يحق للتونسيين الافتخار و التباهي بها و يحتم ضرورة المحافظة عليها و تنميتها.
تقع الواحات الجبلية في اغلبها غير بعيدة عن الحدود
التونسية الجزائرية وأهمها واحات تمغزة و الشبيكة ثم ميداس و فم الخنقة داخل مرتفعات
السلسلة الجبلية المعروفة بالأطلس الصحراوي . هذه الواحات تعد قبلة سياحية متميزة
و يوجد بتمغزة نزل من فئة الاربعة نجوم يسمى تمغزة بلاص .هذه المنطقة غنية بمناظرها
الخلابة التي تمزج بين الجبال الشاهقة و الصحراء والمياه الجارية و النخل الباسقة
و تمغزة معروفة بشلالها الهادر الذي لا ينضب.السياح يفضلون السفر الى هذه الواحات
عبر الطريق الوطنية رقم 16 الرابطة بين توزر و تمغزة بواسطة السيارات رباعية الدفع
للاستمتاع بمناظر الصحراء التي يمكن
مشاهدتها من المنعرجات الشاهقة. تسقى واحة
تمغزة من وادي جاري تتجمع فيه مياه الينابيع في جدول يسمى وادي تمغزة و الزائد عن
الحاجة من المياه يواصل طريقة لري واحة فم الخنقة في نظام مائي بديعفيه كثير من معاني التضامن بين فلاحي
واحة تمغزة و المناطق السفلى.
واحة ميداس واحة صغيرة جدا لا تتعدى مساحتها بعض
الهكتارات و لكنها واحة رائعة تقع مباشرة
على حدود الجزائر الشقيقة كانت تسقى من عتبة مائية فريدة من نوعها من حيث خصائص
سريانها و الان تسقى من الابار .ميداس مشهورة ب"الكانيون" وهو مجرى عميق
جدا للوادي المسمي "الاودي" منحوت في الصخر بفعل الانجراف
المائي و ميداس مشهورة ايضا بثمار البرتقال و كأنك في الوطن القبلي.
واحة الشبيكة هي ايضا واحة جذابة و عريقة و مشهورة بينابيعها
الجارية تتجمع في جدول رقراق يجري ملتويا
داخل جبل البليجي قبل ان يتوزع ليسقي ضيعات الواحة .المدينة العتيقة المهجورة مازالت شاهد على نمط
الحياة القديم لسكان هذه الواحة. اتذكر
انه الى وقت غير بعيد كانت الدورة المائية توزع ب"القادوس" و هي ساعة مائية تساوي
وحدة القيس فيها 5 دقائق و هي عبارة عن آنية من الفخار مثقوبة من الاسفل تملأ
بالماء و تترك الى ان تفرغ.فيقال مثلا ان الضيعة الفلانية تسقى اسبوعيا 5 قواديس
تشتهر كل الواحات الجبلية بجودة تمورها و خاصة تمور دقلة
نور التي لا تضاهيها فيها اي جهة اخرى.
ان اهم ما تمتاز به الواحات الجبلية في تونس هي المنظومة
المائية المتوازنة التي تسقى منها و ما
جريان العيون و عدم نقصانها إلا دليل على
توازن هذه المنظومة الجوفية و ان استدامة هذه الواحات يتطلب المحافظة على هذا المعطى
و عدم التفريط فيه .