vendredi 18 mai 2012

تهريب فسائل النخيل من القطر الجزائري:التهديد المروع لواحاتنا


كلنا يعرف أن تمور دقلة نور تتواجد فقط في بقعة صغيرة من العالم  وهي علامة تجارية مميزة و هذه البقعة هي ولايات الجنوب الغربي التونسي قفصة،توزر و قبلي و أيضا ولايات الجنوب الشرقي الجزائري الوادي و بسكرة و توقرت. غير أن هذه الأنواع من النخيل تحديدا مهددة بمرض فطري يسمى مرض البيوض ليس له علاج في الوقت الحاضر و تشكل الوقاية السبيل الوحيد لمنع تفشي هذا المرض داخل واحاتنا و لذلك أقرت الدولة جملة من القوانين و الإجراءات و شددت المراقبة على الحدود.
و ثمة عدة أسباب شجعت المهربين على جلب فسائل دقلة نور من الجزائر الممنوع قانونيا أهمها نقص العرض في هذا النوع من الفسائل على مستوى واحات الجنوب التونسي وخاصة بعد الثورة حيث تميزت هذه المرحلة بتوسع زراعة النخيل في طفرة كبيرة غير منظمة اكتست مناطق كبيرة من جهة قبلي و توزر وقد تسببت هذه الزيادة في مساحات النخيل في تجاوزات كبيرة للموارد المائية الجوفية التي شهدت انجاز المئات من الآبار غير المرخص فيها لري هذه المساحات الجديدة وهذه الآبار تشمل تهديدا حقيقيا للواحات من الممكن ان تتسبب في تملح المياه الجوفية بمياه شط الجريد نتيجة الاستنزاف و هبوط المائدة و اندثار الواحات.والتوسع الفوضوي لمساحات النخيل شبيه بالبناء الفوضوي  تكاثر في غياب السلطة و رقابة الدولة و الإدارة بعد الثورة و إلى حد الآن لم يتراجع نسق هذه الاحداثات الجديدة.
ولذلك و أمام الزيادة الكبيرة في المساحات لم يكن من الممكن إرضاء كل الطلبات من الفسائل المحلية.و قد أدى هذا الطلب الكبير و قلة العرض إلى ارتفاع ثمن الفسائل المحلية  40 و 50 دينار للفسيلة الواحدة  بينما كان الثمن لا يتعدى 20 دينار قبل الثورة.وربما يكون ثمن الفسائل المهربة حاسما في تفشي ظاهرة التهريب إذ يقال انه اقل من 20 دينار للفسيلة الواحد في الوقت الحاضر.
إننا نعتقد أن تهريب هده الفسائل و التجارة بها تهديد مباشر و خطير لواحاتنا و للوطن ككل و هي خيانة وطنية بما للكلمة من معنى لا يمكن أن تبرر بأي شكل من الأشكال.و في هذا الإطار تنفذ ولاية توزر خطة جهوية لمجابهة هذا التهديد تتمثل في مراقبة الاتجار في فسائل النخيل على مستوى الولاية و القيام بحملات تحسيسية على نطاق واسع و تكثيف الدوريات الأمنية على الحدود و المراقبة الصحية لفسائل النخيل و إصدار التراخيص للنقل بين الواحات داخل الولاية و خارجها.وهي بادرة محمودة نتمنى أن تؤتى أكلها.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire