المنتوجات التقليدية لشجرة النخيل:تنوع و أصالة |
وقع إحصاء أكثر من
200 فصيلة من أنواع النخيل في واحات الجنوب التونسي أشهرها فصيلة دقلة نور ذات
الجودة العالية و المعدة أصلا للتصدير فواحات الجنوب الشرقي تنتج رطبا في الغالب
بينما تنتج واحات قبلي و توزر تمورا ذات تركيز سكري عالي و قابلة للتخزين و
التعليب.
أردت أن أضيف ان أشجار
النخيل لا تقتصر عن إنتاج تمورا للأكل و
مناظر واحية تباع كوجهة سياحية فقط و انما
تعطي شجرة النخيل أيضا المادة الاولية لكثير من الصناعات التقليدية التي تسترزق منها
كثير من العائلات و الحرفيين و تساهم بإثراء المنتوج السياحي للواحات.فهناك مراجع
كثيرة تتحدث عن المواد التي توفرها شجرة النخلة لاستعمالها في حياتنا اليومية و
الثابت ان أغلب أجزاء النخلة لها إستعمال ما فجذع النخلة يستعمل كسقف للبيوت و
السعف تصنع منه المظلات و القفاف و الجريد تصنع منه الكراسي و الطاولات كما لا
ننسى ان الجريد يستعمل ككاسرات للرياح لإيقاف زحف الصحراء و كان
"الكرناف" يستعمل في الماضي كوقود للمخابز و الحمامات.
فقد شكل خشب جذوع النخل سقف البيوت و المباني
في المدن الواحية منذ نشأة هذه المدن في
التاريخ الغابر حتى ظهور الاسمنت المسلح في نهاية القرن العشرين , فقد كان جذع
النخلة يقسم نصفين على الطول ويرمى به في مياه شط الجريد المالحة جدا ويترك يصح
عوده و يكسب مناعة ضد التسوَس و الهشاشة .تسقيف البيوت و المباني بجذوع
النخيل تأقلم مع البناء التقليدي الواحي و
ساهم مع الاجر المحلي في نحت معمار واحي متميز له شخصيته و اصالته.للأسف اندثر
استعمال جذوع النخيل كمادة لسقف البيوت و لم يعد موجود إلاَ في بعض بيوت المدينة
العتيقة.
سعف النخيل كان و
لا يزال المادة الاولية لصناعة المظلة التي تغطي الرأس وأيضا صناعة القفة فمظلة قابس مشهورة بجمالها و
خفتها و نبل سعفها كما تشتهر توزر بقفتها و الكل منا يتمنى أن يذهب للتسوق بقفة
جريدية مكتوب عليها توزر بخيوط حريرية.أتمنى أن لا يسبب استعمال البلاستيك في
اندثار هذا التراث الجميل.
جريد النخيل بعد أن
يجرَد من سعفه يصنع منه كراسي و طاولات
بمختلف الأحجام و الأنواع و كذلك أنواع من الاسرَة و المكتبات جميلة و
انيقة و زهيدة الثمن و لكن للأسف إستعمالها يبقى محدود جدا و هي موجودة في غالب
الاحيان للعرض السياحي .
في جهة توزر يصنعون أيضا نوع من القفاف تسمى
"صناج" من القصب لحمل تمور الرطب و غلال الواحة.
الخلاصة أن شجرة
النخيل شجرة مباركة لا يضيع منها شيء وكل أجزائها صالحة لاستعمال معين.منتوجات
النخلة كلها منتوجات تحترم البيئة و نظيفة و انيقة. قليل منا يستعمل مصنوعات من
النخلة و نحن نساهم بدون وعي في اندثار تراث متأصل و عملي.ربما سننتظر اختفاء
البترول و مشتقاته لإعادة الروح الى صناعة مشتقات النخيل.