من المعروف أن
واحة قابس من الواحات الرئيسية في البلاد
التونسية المهددة بالاندثار السريع في مستقبل قريب تحت تأثير التوسع العمراني للمدينة
و لم تشفع لها ميزتها في كونها الواحة الساحلية الوحيدة في العالم و لا تاريخها و
لا دورها الاقتصادي و لا البيئي في حمايتها من الاعتداء ،حماية واحة قابس حضيت
بكثير من الندوات و الملتقيات و الورشات قبل الثورة و بعدها و لم تنفع التوصيات المتكررة في إيقاف البناء
الفوضوي ,الثورة لم تكن أيضا رحيمة بهذه الواحة الشهيرة بل كانت بداية تاريخ
انفلات امني و قانوني سرَع من الزحف العمراني على أجزاء كثيرة و كبيرة من هذه
الواحة ولا نعرف بالضبط في الوقت الحاضر المساحات التي خسرتها الواحة بعد الثورة
,فكلنا يعرف ارتخاء الرقابة بعد الثورة و تمرَد المواطن و عقلية تحدي القانون لديه بفعل انخفاض
منسوب المواطنة و تغليب المصلحة الآنية و الخاصة لدى الكثيرين,انتشار
شرب اللَاقمي و تهافت البعض عليه كمشروب مسكر ساهم بدرجة كبيرة في قتل أشجار
النخيل خاصة بعد ارتفاع أسعار الخمور و
الجعة و ظروف الأزمة الاقتصادية التي تعصف بشريحة من المواطنين,الأخوة الليبيون
شغوفون جدا بهذا المشروب و هم يستهلكون منه كميات كبيرة و ذلك انتشرت الدكاكين على
طول الطريق الرئيسية من المطوية الى عرَام
كلها تبيع اللَاقمي بأنواعه لهؤلاء
الضيوف،المهم أنهم يساهموا و لو بنسبة في تردي حالة الواحة, حسب رأيي الشخصي و
زيادة على هذه الأسباب الجانبية هناك
أسباب رئيسية اعتقد أننا بتناسيها سنمر
بجانب الحلول الجذرية لهذه المشكلة المستعصية
أولها أننا نلاحظ سهولة ربط
البناءات الفوضوية الجديدة بشبكات مياه الشرب و بالكهرباء و هذا يعني أن من يبني
داخل الواحة لا يتعرض للعقوبة بل العكس
يقع تشجيعه بربط بنايته بشبكات الماء و الكهرباء و هذه وضعية غريبة و غير مفهومة و
لم تحدد المسؤوليات فيه بكل دقة,من الأخبار المتداولة الأخرى المفزعة
في المدينة هو وجود سماسرة لشراء قطع فلاحية داخل الواحة يقومون بقتل نخيلها و مسحها و بيعها قطعا صالحة
للبناء،هؤلاء السماسرة يعملون في العلن و معروفون من المجتمع المدني و لكن حالة اللامبالاة هي التي تطغى و يفضَل أصحاب
الجمعيات البيئية و التنموية الكلام الفضفاض في النزل على مجابهة المعتدين في
الميدان و تلك هي مشكلة أخرى,
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire