تكاثرت الجمعيات الأهلية بعد 14 جانفي بشكل ملفت للنظر و اليوم في تونس أكثر من
11 ألف جمعية في كل النشاط الاجتماعي
تقريبا.الكل يتحدث عن المجتمع المدني و دوره و فعاليته و الإضافة التي يمكن أن
يقدمها للمجتمع. ما يعنيني في هذا الموضوع هو الجمعيات التي تهتم بالشأن الواحي و
البيئي في الجنوب التونسي و التي تكاثرت كالفقاقيع في سنوات بعد الثورة و الأسماء متعددة: صيانة الواحة،حماية الواحة،أصدقاء
الواحة،المحافظة عن البيئة ،المحيط الخ.هذه الجمعيات انتشرت في واحات كل من قابس و
توزر و نفطة و قبلي و دوز و دقاش و الحامة.لاحظت شخصيا أن حضور هذه الجمعيات الميداني ضعيف جدا وباهت و
لا يرتقي الى حجم التحديات التي تواجهها الواحة و أهم هذه التحديات هي البناء الفوضوي،قتل النخيل و صناعة اللاقمي
الحلو و الميت،التنوع البيولوجي،المحافظة على الواحات،الاهمال،المحافظة على
الموارد الطبيعية و ترشيد استغلالها ،تثمين منتوجات الواحة،اليد العاملة المختصة،الخ.ما
لاحظته أيضا أن دور هذه الجمعيات لا يتعدى أن يكون دور احتفالي و يقتصر عن بعض الملتقيات و الندوات و الورشات
داخل النزل و صياغة بعض التوصيات الهزيلة التي تتكرر بتكرر هذه الملتقيات . لا أثر
لكل هذه الجمعيات في الميدان و في الواحات رغم تفاقم التحديات و الصعوبات.و شخصيا
لم أرى جمعية في مواجهة البناء الفوضوي
داخل الواحات او تتصىدَى لقتل النخيل. و عموما تفضل الجمعيات أن تترك هذه المهات
الصعبة و غير الشعبية للإدارة و اعوانها.
ثمة جمعية أريد ان انوه بها في
هذه التدوينة و هي جمعية صيانة واحة شنني التي تأسست سنة 1995 و هي جمعية ناشطة تشكل إستثناء
و تقوم بأنشطة كثيرة و متنوعة تخص العمل الواحي كما أن لها إشعاع كبير في المجتمع
و داخل النسيج الجمعياتي و خارج الوطن و نتمنى ان تنسج كل الجمعيات المرتبطة
بالشأن الواحي على منوالها.
أضيف ان العمل الجمعياتي داخل الواحات هو عمل
قديم و متأصل و نذكر أن جمعية مالكي الواحة بتوزر تأسست سنة 1913 و كانت جمعية تنظَم
العمل داخل الواحة و هو عمل ميداني بالأساس و ليس تحت الهواء المكيف بالنزل
الفاخرة.